ماذا لو ثار بركان سانتوريني سيناريو كارثي يهدد البحر الأبيض المتوسط

يعد بركان سانتوريني أحد أخطر البراكين في البحر الأبيض المتوسط ويعود تاريخه إلى أحد أعنف الثورات البركانية في تاريخ البشرية حيث دمر جزءا كبيرا من الجزيرة وأدى إلى انهيار الحضارة المينوية قبل حوالي 3600 عام لكن ماذا لو ثار هذا البركان مجددا؟ ما السيناريوهات المحتملة وما الذي قد يحدث لليونان والمنطقة بأكملها؟

سيناريوهات محتملة لثوران بركان سانتوريني

1. ثوران مشابه لكارثة عام 1600 قبل الميلاد
في حال تكرار سيناريو مشابه لما حدث في العصور القديمة فقد يؤدي انفجار البركان إلى:
– انهيار أجزاء من الجزيرة وانزلاقها في البحر مما قد يحدث تسونامي مدمرا وتأثيرات بيئية كارثية قد تطال سواحل اليونان وتركيا وإيطاليا وربما مصر ودول أخرى مطلة على البحر المتوسط.

• تغطية سانتوريني بطبقات سميكة من الرماد البركاني ما يؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية وشلل الحياة اليومية.
• اضطراب مناخي عالمي حيث يمكن أن تؤدي كميات كبيرة من الرماد المنبعث إلى تبريد مؤقت للغلاف الجوي مما يؤثر على الطقس والزراعة في أوروبا والشرق الأوسط.

2. ثوران محدود كما حدث عام 1950
آخر نشاط بركاني في سانتوريني كان عام 1950 حيث شهدت الجزيرة انفجارات محدودة وتدفقات للحمم البركانية دون تأثيرات كارثية واسعة.

وفي حال وقوع ثوران مشابه:
– قد يحدث زلزال قوي يسبق الثوران ما قد يؤدي إلى أضرار محدودة في البنية التحتية للجزيرة.
– يمكن أن تندفع الحمم البركانية في مناطق غير مأهولة نسبيا مع احتمالية نشوء جزيرة بركانية جديدة كما حدث في ثوران جزيرة نيا كاميني في القرن العشرين.
– قد يتم تعطيل حركة الطيران مؤقتا بسبب الغبار البركاني لكن دون تأثير عالمي كبير.

3. سيناريو ثوران قوي على غرار بركان كراكاتوا 1883
إذا شهدت المنطقة انفجارا ضخما مثل بركان كراكاتوا في إندونيسيا عام 1883 فإن التأثيرات قد تكون كارثية:
– حدوث تسونامي يصل إلى جنوب أوروبا وشمال إفريقيا مع غرق أجزاء من الجزر القريبة.
– تأثيرات مناخية عالمية قد تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة بمقدار 1-2 درجة مئوية بسبب انتشار الجسيمات البركانية في الغلاف الجوي.
– تدمير البنية التحتية لسانتوريني بالكامل مع إمكانية تهجير آلاف السكان.

ماذا تقول الدراسات العلمية؟
يراقب العلماء النشاط البركاني في سانتوريني عن كثب باستخدام أجهزة استشعار متقدمة ولم تظهر حتى الآن أي مؤشرات على ثوران وشيك. ومع ذلك يظهر التاريخ أن البركان يمكن أن يعود للنشاط بعد قرون من السكون مما يجعل المراقبة المستمرة ضرورة حيوية.

هل سانتوريني مستعدة لمواجهة الكارثة؟
– تمتلك اليونان خطة طوارئ وإجلاء سريعة في حال وجود أي إشارات خطيرة.
– يتم تحديث خرائط المخاطر البركانية باستمرار لحماية السكان والسياح.
– تجرى تدريبات دورية للتعامل مع سيناريوهات الثوران المحتملة بما في ذلك عمليات الإخلاء السريع.

وعلى الرغم من هدوء بركان سانتوريني لعدة عقود إلا أن التاريخ يخبرنا أن هذا البركان قد يستيقظ يوما ما. هل ستكون اليونان والعالم مستعدين لمواجهة ذلك؟ الإجابة تكمن في المراقبة المستمرة واتخاذ الاحتياطات المناسبة قبل فوات الأوان.