أثينا توجه رسائل حازمة بشأن الهجرة بالتزامن مع بدء نظام المراقبة الجديد على الحدود الألمانية
أثينا – برلين دخل نظام المراقبة الحدودية الجديد في ألمانيا حيز التنفيذ مما يعكس تشديدا كبيرا في السياسات الألمانية المتعلقة باللاجئين والمهاجرين. وتأتي هذه الخطوة بالتزامن مع تركيز أثينا على موقف برلين الصارم بشأن قضايا الهجرة وسط تحذيرات من تداعيات محتملة على سياسة الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق يزور وزير الهجرة واللجوء اليوناني نيكوس باناجيوتوبولوس اليوم العاصمة الألمانية برلين لحضور مؤتمر الأمن والهجرة. ومن المقرر أن يلتقي مع نائب وزير الداخلية الألماني بيرت كروسر حيث سيتناول الاجتماع سبل التعاون في ملف الهجرة وخاصة في ظل الضغوط المتزايدة على دول الاتحاد الأوروبي.
وقد أعرب رئيس الوزراء اليوناني خلال لقائه الأخير مع مستشارة النمسا عن رفض بلاده لأي تحرك لإلغاء معاهدة شنغن من جانب واحد. وأكد أن اليونان تتبنى سياسة “الهجرة الصارمة ولكن العادلة” مشيرا إلى أن بلاده تركز على حماية حدودها التي تشكل أيضا الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذه المسألة ستكون على جدول أعمال قمة قادة الاتحاد الأوروبي المقررة في 17 و18 أكتوبر المقبل مشددا على استمرار بلاده في حراسة حدودها بصرامة.
وقد بدأت ألمانيا اليوم تطبيق ضوابط حدودية صارمة على كافة حدودها البرية مع تسع دول مجاورة في خطوة تهدف إلى تقليص تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وتشمل هذه الضوابط حدود ألمانيا مع كل من سويسرا التشيك بولندا النمسا الدنمارك هولندا بلجيكا لوكسمبورغ وفرنسا. كما تم تعزيز عمليات التفتيش العشوائية على الشاحنات وعربات التوصيل.
وتشير التقارير إلى أن هذه الإجراءات ستستمر لمدة ستة أشهر على الأقل مع تكثيف التعاون بين الشرطة الاتحادية الألمانية ونظيراتها في الدول المجاورة من خلال دوريات ومراكز مراقبة مشتركة.
وفي رسالة إلى المفوضية الأوروبية حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر من تفاقم وضع الهجرة مشيرة إلى قلة أماكن الإقامة وزيادة المخاطر الأمنية بما في ذلك تهديدات الإرهاب.
من جانب آخر واجهت هذه التدابير الألمانية انتقادات من دول مجاورة. فقد وصف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك قرار مراقبة الحدود بأنه “غير مقبول” فيما أعلنت حكومة النمسا أنها غير مستعدة لاستقبال مزيد من المهاجرين الذين تتم إعادتهم من ألمانيا. أما إيطاليا فقد جددت رفضها لتطبيق لائحة دبلن الخاصة بإعادة قبول اللاجئين.
وفي إطار التصدي لهذه التحديات تستضيف وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيسر غدا في برلين اجتماعا مع نظرائها من اليونان بلغاريا فرنسا إيطاليا وكرواتيا إضافة إلى ممثلين عن دول غرب البلقان لبحث سبل التعاون في ملف الهجرة وأمن الحدود الأوروبية.