ترحيل السوريين من تركيا: إلى مصير مجهول
تركيا – تستمر السلطات التركية في ترحيل اللاجئين السوريين إلى سوريا على الرغم من المخاوف الحقوقية والنداءات الدولية المطالبة بوقف هذه السياسة. وفي إطار هذا النهج تعرض العديد من السوريين لمصير مجهول وظروف معيشية مأساوية.
وفي إحدى الحوادث الأخيرة كان حافظ أ. شاب سوري يبلغ من العمر 24 عاما في طريقه إلى عمله في أحد مطاعم إسطنبول عندما أوقفته السلطات الأمنية وطلبت منه أوراقه الثبوتية. ونظرا لانتهاء تصريح إقامته قبل يومين فقط تم احتجازه واقتياده إلى مركز ترحيل ليتم ترحيله بعد بضعة أيام عبر معبر باب الهوى إلى محافظة إدلب شمال غرب سوريا. حافظ أ. الذي فر من دمشق في عام 2020 هربا من التجنيد الإجباري وجد نفسه فجأة في مواجهة واقع صعب في وطنه الأم الذي تركه خلفه.
تستضيف تركيا نحو 3.6 مليون لاجئ سوري تحت نظام الحماية المؤقتة منذ عام 2011 إلا أن المشاعر المعادية للسوريين تصاعدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة مما أدى إلى زيادة عمليات الترحيل منذ عام 2018. ووفقا لمنظمة هيومن رايتس ووتش رحلت تركيا أكثر من 57 ألف سوري بين يناير وديسمبر 2023 وغالبا ما يجبر المرحلون على توقيع وثائق تشير إلى عودتهم الطوعية.
في إدلب يواجه حافظ أ. تحديات اقتصادية وأمنية كبيرة حيث تسيطر الميليشيات والتنظيمات الإسلامية على جزء كبير من المحافظة. يجد حافظ صعوبة في توفير الاحتياجات اليومية بينما يعتمد معظم النازحين في المنطقة البالغ عددهم 2.9 مليون نسمة على المساعدات الدولية التي تتضاءل مع مرور الوقت.
كما وتستمر تركيا في استخدام اللاجئين السوريين كورقة ضغط سياسية حيث تعلن عن إنشاء “مناطق آمنة” في شمال سوريا لتكون ملاذا للاجئين العائدين لكن تقارير حقوقية تؤكد أن هذه المناطق بعيدة كل البعد عن الأمان والاستقرار.
وفي مواجهة هذا الواقع القاسي يبقى أمام حافظ أ. وأمثاله من السوريين المرحلين القليل من الخيارات سوى محاولة البدء من جديد مرة أخرى متحملين المشاق والتحديات اليومية في ظل غياب أفق واضح لمستقبل أفضل.